محمود تيمور (16جويلية1894-25جويلية1973) مصري، من رواد القصة العربية.
يعد محمود تيمور أحد الرواد الأوائل لفن القصة العربية، وهو واحد من القلائل الذين نهضوا بهذا الفن الذي شهد نضوجًا مبكرًا على يديه، واستطاع أن يقدم ألوانًا مختلفة من القصص الواقعية والرومانسية والتاريخية والاجتماعية، كما برع في فنون القصة المختلفة؛ سواء كانت القصة القصيرة، أو الرواية، وتأثَّر به عدد كبير من الأدباء والروائيين الذين أفادوا كثيرًا من أعماله. كان والده أحمد تيمور باشا قد كرّس حياته لخدمة اللغة العربية ومعارفها، وكان يتردّد على مجالسه بعض أعلام الأدب والفكر، وقد "تعهده الوالد منذ النشأة، وحبّب إليه المُطالعة، ومن حسن حظه أن كان لوالده خزانة كتب كبيرة، يعتني بها، ويبذل في تنميتها وقته وماله، فكانت خير معين له على الاطلاع، وولّدت فيه حب الكتب"( ). تلقّى محمود تيمور "تعليمه الأول بمدرسة الناصرية الابتدائية والإلهامية الثانوية، ولمرضه لزم داره، واضطر إلى الحصول على البكالوريا عن طريق المنزل لا المدرسة"( ). سافر للاستشفاء بسويسرة، ولم يتم دراسته. "وكان قد دخل مدرسة الزراعة العليا، ولكنه لم يُتم الدراسة بها، إذ أُصيب بحمى التيقوئيد، ولزم الفراش ثلاثة أشهر، وهو يعد هذا المرض من المؤثرات فيه، إلى جانب ولده وشقيقه محمد، ويبين هذا التأثير فيه بأنه قضى مدة هذا المرض "في ألوات شتى من التفكير وأخلاط الأحلام، واستطعت أن أهضم الكثير من الآراء التي تلقيتها من أخي، أو استمددتها مما قرأته من الكتب"( ). وقد "انصرف محمود تيمور وشقيقه محمد تيمور إلى الفن القصصي بجميع فروعه، ممّا كان من العسير على شيوخ الأسر تقبله منهما، ولا سيما لأن هذا الفن يُعالج العواطف المشبوبة والمشاعر الوجدانية، وهي موضوعات كانت تُعتبر وقتها موضوعات شائكة، لا يصح لمن ينتسب إلى هذه الأسرة أن يضيع وقته فيها"( ). بين الرومانسية والواقعية: كان في بداية حياته يميل إلى الرومانسية، ولميله إلى الرومانسية أقبل بشغف على قراءة مصطفى لطفي المنفلوطي، يقول: "كانت نزعته الرومانسية الحلوة تملك عليَّ مشاعري، وأسلوبه السلس يسحرني. وكل إنسان في أوج شبابه تُغطِّي عليه نزعة الرومانسية والموسيقا، فيُصبح شاعراً ولو بغير قافية، وقد يكون أيضاً شاعراً بلا لسان!". كما استهوته في فترة البدايات مدرسة المهجر ـ وعلى رأسها جبران ـ "وقد أعجب محمود تيمور بكتابه "الأجنحة المتكسرة"، وتأثرت به كتاباته الأولى"( ). استغلّ فراغه في الاطلاع والدراسة الأدبية، واهتم بقراءات جديدة تجنح إلى الواقعية، مثل "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي، ورواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل، وكان هذا من توجيه أخيه محمد، الذي قضى بضع سنين في أوربا، اطلع في خلالها على ما جدَّ هناك من ألوان الأدب واتجاهاته، وعاد إلى مصر محملاً بشتى الآراء الجديدة التي يقول عنها محمود تيمور في كتاب "شفاء الروح": "كان يتحدّث بها ـ أي الآراء الجديدة ـ إليَّ، فأستقبلها بعاطفتين لا تخلوان من تفاوت: عاطفة الحذر، وعاطفة الإعجاب. هذه الآراء كانت وليدة نزعة قوامها جحود القديم … ولكن جدتها أخذت تهدأ على توالي الأيام، ومن ثم اتخذت طريقها الطبيعي في التطور. والأمر الذي كان يشغل فكر أخي، ويرغب في تحقيقه هو إنشاء أدب مصري مبتكر، يستملي من وحيه دخيلة نفوسنا، وصميم بيئتنا". وانتهى الصراع بين الرومانسية والواقعية في نفس محمود تيمور إلى تغليب الواقعية، فكانت مجموعاته الأولى على غرارها. على أن الرومانسية لم تذهب تماماً من نفس محمود تيمور، بل نامت في فترة الحماسة للواقعية وأهدافها القومية المصرية، ثم ظهرت بعد ذلك في عدة قصص طويلة وقصيرة، منها قصته الطويلة "نداء المجهول"( ).
[تحرير] مؤلفات تيمور
يتميز إنتاج محمود تيمور بالغزارة والتنوع؛ فقد شمل القصة والمسرحية والقصة القصيرة والبحوث الأدبية والدراسات اللغوية، ومن أهم آثاره:
الشيخ جمعة: 1344هـ = 1925م.
عم متولي: 1346هـ = 1927.
الشيخ سيد العبيط: 1347 هـ = 1928م.
رجب أفندي: 1347هـ = 1928م.
الأطلال: 1353هـ = 1934م.
أبو علي الفنان: 1353هـ = 1934م.
الشيخ عفا الله: 1355هـ = 1936م.
قلب غانية: 1356هـ = 1937م.
فرعون الصغير: 1358 هـ = 1939م.
نداء المجهول: 1358هـ = 1939م.
مكتوب على الجبين: 1360هـ = 1941م.
قال الراوي: 1361هـ = 1942م.
عوالي: 1361هـ = 1942م.
المنقذة: 1361هـ = 1942م.
بنت الشيطان: 1361هـ = 1942م.
سلوى في مهب الريح: 1363هـ = 1944م.
كليوباترا في خان الخليلي: 1365هـ = 1946م.
شفاه غليطة: 1365هـ = 1946م.
خلف اللثام: 1367هـ = 1948م.
إحسان لله: 1368هـ = 1949م.
كل عام وأنتم بخير: 1369هـ = 1950م.
أبو الشوارب: 1372هـ = 1953م.
ثائرون: 1374هـ = 1955م.
شمروخ: 1377هـ = 1958م.
نَبُّوت الخفير: 1377هـ = 1958م.
تمر حَنّا عجب: 1378هـ = 1959م.
إلى اللقاء أيها الحب: 1378هـ = 1959م.
المصابيح الزرق: 1379هـ = 1960م.
أنا القاتل: 1381هـ = 1961م.
انتصار الحية: 1383هـ = 1963م.
البارونة أم أحمد: 1387هـ = 1967.
انتصار الحياة: 1383هـ = 1963م.
أبو عوف: 1389هـ = 1969م.
معبود من طين: 1389هـ = 1969م.
زوج في المزاد: 1390هـ = 1970م.
بالإضافة إلى عدد من الكتب الأدبية واللغوية والنقدية، مثل:
ألفاظ الحضارة.
دراسات في القصة والمسرح.
ضبط الكتابة العربية.
مشكلات اللغة العربية.
وقد لاقت مؤلفاته اهتمامًا كبيرًا من الأدباء والنقاد والدارسين؛ فتُرجم كثيرٌ منها إلى عديد من اللغات: كالفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والعبرية، والقوقازية، والروسية، والصينية، والإندونيسية، والإسبانية.
توفي تيمور عن عمر بلغ نحو ثمانين عامًا في 26 رجب 1393هـ/25 أغسطس 1973.